لقاء مع : بورفوسور دكتور جانان تشيتين

                                       ترجمة بتصرّف : الطريق إلى تركيا – حجاج

canan

    لسنوات عديدة عملت البروفوسور تشيتين في هيئة الأساتذة المختصين بمناقشة واختيار الطلاب المتقدمين للحصول على مقاعد لدراسة الماجستير و الدكتوراه ، وبحكم خبرتها الطويلة في هذا المجال قامت مشكورة بالرد على هذه التساؤلات المهمة والتى تعني الكثير لمرشحي طلبة الماجستير والدكتوراة والراغبين في الدراسة في الجامعات التركية ..

  • في ملاقاة المرشحين من الطلاب ، ما هي الخصوصيات التى يجب أن ينتبه لها الطالب ؟ كيف يجب أن يلبس ؟ ما هي نوعية الأسألة التى تُسأل ؟ وما هي الأشياء التى من خلالها يتم تقييم الطالب؟

أهم نقطة في المقابلة هي التحضير لها .. يجب أن يقوم الطالب ببحث معمق للقسم الذي ينوي دراسته ، وأن يحاول أن يلتقي بأستاذ هذا القسم ، أو على الأقل بمساعده ليتمكن من جمع معلومات حول هذا القسم من مصدرها الرئيسي ، وبذلك يكون قد حضّر جيدا لهذه المقابلة .

يُسأل أيضا في الملاقاة أسألة معلوماتية مثل : هل تقدم الطالب بطلب لأقسام أخرى ؟ ، ما هي طبيعة وظيفتهم ؟ ، ما هي حالتهم الوظيفية و أين يعملون ؟ أين يسكنون ؟ ، وعلى ضوء هذه الأسألة والاجابات فإنه ربما يتم نصيحتهم بالالتحاق بالجامعات المناسبة لأحوالهم ..

وهناك عنصرين أساسيين في الملاقاة والهدف منها وهما :

التعرف على إمكانية الطالب المرشح وقدرته على امكانية اتمامه لهذا القسم أم لا ، واعطاءه تلك المعلومة

بخصوص اللباس ، فيجب أن ينتبه الطالب المرشح للباسه وأن يعرف أنه قادما لملاقاة رسمية وليست نزهة .

  • ما هي المواصفات التى يجب أن تتخلل الذاتية (cv) التى سترفق مع باقي الأوراق للتقدم بطلب دراسة الماجستير؟

بداية يجب أن تحتوي على ماهية الشهادات الحاصل عليه بشكل تنازلي (لا داعي لذكر المراحل ما قبل الثانوية العامة) ، وماهية وطبيعة الخبرة الوظيفية ، و التوصيات ..!

اذا كنتم خريجون جدد ، فأينما ذهبتم للتقدم للحصول على دراستكم ما بعد البكالوريوس فإنه يتحتم عليكم إبراز توصيات أساتذتكم للهيئة المختصة .

وبشكل مختصر يجب ان تحتوي على شرح لأنفسكم  ، وعن أسباب رغبتكم لدراسة هذا القسم أو ذاك .. ولا ضرر من عدم كتابة هواياتكم الشخصية ، ولكن اذا كانت هناك هوايات متعلقة بموضوع الدراسة فلا مانع من كتابتها ، وإن لم تُكتب فلا ضرر في ذلك أيضا .

  • بالنسبة لرسائل التوصية ، كا هي أهميتها ؟ ، وكم  كتاب توصية يجب أن يكون ؟ ومن طرف كم شخص؟

تعتبر رسائل التوصية من الضروريات بالنسبة للهيئة المختصة المشرفة على الملاقاة ، ويفضل أن تكون رسائل التوصية هذه من قِبل أساتذة الطالب الذين يعرفهم ويعرفونه جيدا ، ولا بأس ان كانت من قِبل رجال الأعمال وأصحاب الشركات الذين قام الطالب بعمل (ستاج تطبيقي ) خلال دراسته للبكالوريوس عندهم ، ولكن الأفضل هي تلك التوصيات من قِبل أساتذته.

  • ما هي الفروقات بين الماجستير بإطروحة (Tezli) و الماجستير بدون أطروحة (Tezsiz) ، وكيف يختار الطالب ويرجح اختيار أحدهما ؟

من يفكّر في أن يصبح أكاديميا ، فمطلقا يجب أن يختار الماجستير بأطروحة ، ومن يفكّر في الانخراط في الحياة العملية والعمل فعليه أن يختار الماجستير بدون أطروحة .

بخصوص الفرق بينهما في هذا المجال ، فببساطة من أراد ان يكمل دراسة الدكتوراة فعليه أن يختار ماجستير بأطروحة ، فهناك الكثير من الطلبة من يختارون اختيارات خاطئة ويتركون مسيرتهم التعليمية في منتصف الطريق .

  • ماذا عن امتحان التقييم الخاص (Bilim Sınavı) بالقسم المرشح له الطالب ؟ وما هي نوعية الأسألة التى تُسأل فيه؟

بالنسبة لهذا الامتحان فبكل بساطة يُسأل فيه الطالب عن معلومات عامة تخص القسم الذي ترشّح له لإمكانية التمييز بين الطلاب ولمعرفة إلمامهم بالمعلومات الأساسية اللازمة لدراسة هذا القسم أو ذاك .. فهناك مثلا من أتم دراسة الهندسة وجاء ليدرس الماجستير في ادارة الأعمال فعلى الأقل يجب أن يعلم ما هو مفهوم الادارة وما هو مفهوم الاستراتيجية على سبيل المثال وذلك من خلال تعقبه لكتاب معينين في الجرائد و المجلات او من خلال البرامج التلفزيونية أو من أي مكان آخر .

  • هل حضور الدروس في مرحلة دراسة الماجستير هو شئ مفروض ؟ وهل  يمكن دراسة الماجستير اذا كان الطالب ملتحقا بعمل ؟

هناك قانون اجباري يفرض على الطالب حضور ما لا يقل عن 70% من الدروس ، لذلك قلنا أن الهيئة في الملاقاة تسأل الطالب عن عمله ، عن حالته الاجتماعية ، عن مسكنه و الخ ..

  • ماذا عن الطالب الجامعي الذي أتم دراسة البكالوريوس عن طريق التعليم المفتوح ؟!

لا فرق بين هذا وذاك ، ولكن يجب على هذه النوعية من الطلاب أن تطور نفسها بالقراءة الكثيرة والاطلاع ، والأهم من ذلك اذا اختار ان يدرس الماجستير بأطروحة فيجب عليه اتقان اللغة الانجليزية ، وبدونها بن يقبل أبدا ، لأن الأطروحة تحتاج الى بحث في المراجع والمصادر الأجنبية عوضا عن التركية وهذا أمر اجباري وليس اختياري .

  • هل يقبل الطالب الذي أنهى دراسة البكالوريوس في مجال معين أن يعمل الماجستير في مجال آخر   ؟!

أولا وقبل كل شئ يجب استشارة القسم المختص في الجامعة ، لكن يجب أن يعلم هذا الطالب أنه يجب أن يمر عبر سنة تحضيرية لدراسة مواد بشكل مكثف لها علاقة بالمجال المراد دراسته ومن ثم  يبدأ بدراسة الماجستير.

  • هل يمكن دراسة الدكتوراة دون المرور من مرحلة الماجستير؟!

نعم فهيئة التعليم العالي (YÖK) تسمح بهذا قانونا . في الجامعات الحكومية لا يُنظر الى تدريس الدكتوراة بدون المرور بمرحلة الماجستير بشكل إيجابي ..

الطلاب الراغبون بذلك عادة ما يأتون مصطحبين بنقص شديد في المعلومات ، فلا ينظر لها بشكل ايجابي من هذا الجانب ، ولكن لم لا ؟! اذا كان الطالب قد طور نفسه ووصل لمرحلة توازي أو تفوق مرحلة الماجستير بأطروحة ، وكانت معلوماته غزيرة ، فبهذه الحالة يُنظر إلى مثل هكذا طالب بنظرة إيجابية ويتم تقييم وضعه وطلبه لدراسة الدكتوراة.

  • هل تعطي الجامعات أولوية لخريجيها من البكالوريوس لمواصلة دراسة الماجستير؟

نسمع بهذا كثيرا ، حتّى أنهم يأتون ويقولون لنا أنكم تقبلون بمهندسين لدراسة الماجستير .. أقول أن هناك تقييم خاطئ لهذ المسألة من قِبل طلابنا ومن قِبل طلاب الجامعات الأخرى ، وإذا سألتني عن قناعتي الشخصية فأنا أرجح قبول الطلاب من الجامعات الأخرى ، وكذلك أشجع طلابنا لإكمال دراسة الماجستير في جامعات أخرى ليرو ا منهجا جديدا وأفقا آخر ومعلومات جديدة ، وبهذه الطريقة نكون قد فتحنا باباً واسعا لتبادل المعلومات والأفكار ..

  • هل يستطيع الطالب الذي أنهى دراسة الماجستير بدون أطروحة نهائية أن يتقدم بطلب لدراسة الدكتوراة ؟

نحن قبلناهم في جامعتنا ، ولكن هذا لا يعني أننا سنقبلهم دائما أو سنرفضهم دائما ، فهذا قرار مشترك من اللجنة المختصة بالملاقاة .. لتعلموا أن الماجستير بدون أطروحة يشتمل أيضا على مشروع ، ولربما كان هذا المشروع يوازي أو يفوق الأطروحة أيضا ، فلذلك يجب أن توضع جميع الأمور على الطاولة ليتم اتخاذ القرار المناسب .

  • هل الفرق الوحيد بين الماجستير بأطروحة وماجستير بدون أطروحة هو الأطروحة نفسها ؟! وهل تكون المواد والدروس التى تُدرّس هي ذاتها ؟!

لا يوجد فرق كبير في المواد التى تدرس بين الاثنين ، ربما هناك البعض من الدروس التى تختلف هنا وهناك .. الماجستير بدون أطروحة غالبا ما يتجه نحو الجانب التطبيقي .. ويمكننا أن نقول أن الفرق الأكبر بينهما هو الأطروحة ، ولكن يجب أن نعلم أنه في الماجستير بدون أطروحة يكون هناك مشروع تخرج أيضا ، وهو يشبه الأطروحة من عدة جوانب إلى حد ما وإن لم يصل إلى مستوى الأطروحة في البحث والسعي خلف المعلومات ، إلا أنه يُعمل بشكل متكامل..

في الحقيقة يجب أن نقول هنا أن الفرق الأهم بينهما هو في الهدف .. فغالبا ما يكون طلاب الماجستير بدون أطروحة قد أتوا من وسط العمل ويريدون أن يتعلموا بأقصر وقت ممكن ، ولكن طلاب الماجستير بأطروحة يحملون أهداف أكاديمية ، ولذلك يصرفون جهدا ووقتا كبيرا في البحوث وانتقاء المعلومات.. والفرق الحقيقي بينهما هو هذا بالتحديد .

  • ماذا ستقدم دراسة الماجستير للطلاب في حياتهم العملية ؟ وخصوصا أولئك الذين سيعملون في مجالات خاصة ..!!

أقامة علاقات تواصل مع العالم ، زيادة القدرة على التمييز ، النظر للأمور حين تقييمها بأبعاد مختلفة ، متابعة المتغيرات والمتجددات ، وغيرها العديد من الأشياء المهمة التى يكتسبها الطالب من دراسة الماجستير.

كيف نقوم بتقييم نجاح الطالب؟! .. اذا ما قال الطالب أنه لم يستفد أي شئ جديد في دراسته للماجستير فنعتبر هذا البرنامج برنامجا خافقا و غير ناجح ..

في يومنا هذا عادة ما يتم طلب خريجي الماجستير في المحافل العملية الخاصة والشركات ، لأنهم يعلمون جيدا أن الدراسة النظرية تختلف تماما عن الدراسة التطبيقية من ناحية الخبرة والكفاءة .